خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 5 من شوال 1443هـ - الموافق 6 / 5 / 2022م
مَاذَا بَعْدَ رَمَضَانَ؟
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102]، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1]، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّ إِتْمَامَ شَهْرِ الصِّيَامِ مِنَّةٌ فُضْلَى، وَمِنْحَةٌ كُبْرَى مِنَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ، فَمَا أَسْرَعَ انْقِضَاءَ تِلْكَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ! وَصَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ إِذْ قَالَ: ] أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ[ [البقرة:184]. مَضَى هَذَا الشَّهْرُ بِمَا أَوْدَعَهُ الْعِبَادُ فِيهِ مِنْ أَعْمَالٍ صَالِحَاتٍ، وَطَاعَاتٍ مُبَارَكَاتٍ، ذَهَبَ تَعَبُهَا وَنَصَبُهَا وَبَقِيَ أَجْرُهَا وَذُخْرُهَا، وَالسَّعِيدُ مَنْ يَلْمَحُ مِنِ انْصِرَامِ رَمَضَانَ سُرْعَةَ انْتِهَاءِ الْأَعْوَامِ وَالْأَعْمَارِ، فَحَدَاهُ ذَلِكَ إِلَى مُسَابَقَةِ الزَّمَانِ، وَمُبَادَرَةِ الْأَنْفَاسِ فِيمَا يُقَرِّبُهُ إِلَى سَيِّدِهِ وَمَوْلَاهُ جَلَّ وَعَلَا؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا[ [الفرقان:62]. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» [رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ].
وَمَتَى أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ نَفْسِهِ يُنَبِّهُهُ إِذَا غَفَلَ، وَيُذَكِّرُهُ إِذَا نَسِيَ؛ وَلِذَا فَإِنَّ أَقْسَى حِجَابٍ يُضْرَبُ عَلَى الْقَلْبِ حِجَابُ الْغَفْلَةِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ[ [الأعراف:205].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ أَعْظَمَ مَا يُطْلَبُ تَحْقِيقُهُ مِنْ مَدْرَسَةِ الصِّيَامِ قِيَامُ التَّقْوَى فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، فَيَرَى أَثَرَهُ عَلَيْهِ طِيلَةَ الْعَامِ، فَلَيْسَ مَقْصُودُ الصِّيَامِ نَفْسَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ بَلْ مَا يَتْبَعُهُ مِنْ كَسْرِ الشَّهَوَاتِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالِارْتِقَاءِ بِالنَّفْسِ إِلَى سُلَّمِ الْأَصْفِيَاءِ، وَدَرَجَةِ الْأَوْلِيَاءِ، فَيَنْبَغِي عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَتَفَطَّنَ إِلَى رُوحِ الْعِبَادَةِ وَلُبِّهَا؛ فَهَذِهِ الَّتِي يَبْقَى أَثَرُهَا، وَيَرْبُو نَفْعُهَا، أَمَّا مَنْ يَنْقَطِعُ عَنِ الصَّلَاةِ وَالْقُرْآنِ وَسَائِرِ الطَّاعَاتِ بَعْدَ انْقِضَاءِ رَمَضَانَ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ قَدِ اشْتَغَلُوا بِصُورَةِ الْعَمَلِ لَا بِحَقِيقَتِهِ وَمَقْصُودِهِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا[ [النحل:92] فَيَا مَنْ أَقْبَلَ عَلَى الطَّاعَةِ فِي رَمَضَانَ، لَا تَحْرِمْ نَفْسَكَ مِنْ لَذَّةِ الْمُنَاجَاةِ وَحَلَاوَةِ الطَّاعَاتِ بَعْدَ رَمَضَانَ؛ إِذْ مَحَلُّ الطَّاعَةِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، فَرَمَضَانُ مَدْرَسَةٌ لِلنُّفُوسِ، وَمِرَانٌ لِلْقُلُوبِ لِتَعْتَادَ الْتِزَامَ الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَصُنُوفِ الْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ؛ فَالْعَمَلُ الصَّالِحَ بَاقٍ مَا بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَئِنِ انْقَضَى رَمَضَانُ فَإِنَّ عَمَلَ الْمُؤْمِنِ لَا يَنْقَضِي إِلَّا بِالْمَوْتِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ]وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ[ [الحجر:99]، وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ نَبِيِّهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ] وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا[ [مريم:31]، وَبِئْسَ الْقَوْمُ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ اللهَ إِلَّا فِي رَمَضَانَ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا يَرْضَى لِعَبْدِهِ أَنْ يُقْبِلَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ وَآنٍ، وَمَتَى أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا بَصَّرَهُ الطَّرِيقَ وَأَنَارَ لَهُ السَّبِيلَ.
مَعْشَرَ المُؤْمِنِينَ:
لَقَدْ كَانَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ يَجْتَهِدُونَ فِي أَدَاءِ الْعِبَادَةِ عَلَى أَكْمَلِ صُورَةٍ وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ، ثُمَّ يَشْغَلُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرُ الْقَبُولِ، فَيَخَافُونَ مِنْ رَدِّ الْعَمَلِ وَعَدَمِ قَبُولِهِ، وَهَذِهِ أَمَارَةُ الْإِيمَانِ، وَعَلَامَةُ الْإِحْسَانِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ]وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ[ [المؤمنون: 60] أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي، وَيَسْرِقُ، وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: «لَا، يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُ، وَيُصَلِّي، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ]. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ t: (كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا بِالْعَمَلِ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يُقْبَلَ عَمَلٌ إِلَّا مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ يُتَقَبَّلُ؟!). وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ جَمَعَ إِحْسَانًا وَشَفَقَةً، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ جَمَعَ إِسَاءَةً وَأَمْنًا).
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ مِنْ دَلَائِلِ التَّوْفِيقِ وَمَخَايِلِ التَّسْدِيدِ: إِتْبَاعَ الْحَسَنَةِ الْحَسَنَةَ بَعْدَهَا، فَهَذَا مِنْ ثَوَابِ الْحَسَنَةِ الْعَاجِلِ؛ فَحَرِيٌّ بِالْغَافِلِ أَنْ يُعَاجِلَ، وَجَدِيرٌ بِالْمُقَصِّرِ أَنْ يُشَمِّرَ.
وَمِنْ جُمْلَةِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ بَعْدَ رَمَضَانَ صِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ» [رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى، وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
ثُمَّ اعْلَمُوا - عِبَادَ اللهِ – أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْحَقَّ هُوَ الَّذِي يُلَازِمُ الطَّاعَةَ وَيَأْلَفُهَا فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ وَأَوْقَاتِهِ ؛ فَيَبْذُلُ الْمَعْرُوفَ، وَيُغِيثُ الْمَلْهُوفُ، وَيُسَابِقُ إِلَى الطَّاعَاتِ، وَيُبَادِرُ إِلَى الْقُرُبَاتِ، وَيُحْسِنُ فِي مُعَامَلَةِ الْخَالِقِ وَفِي مُعَامَلَةِ الْخَلْقِ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهُ يَبْتَهِلُ إِلَى رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا طَالِبًا الْمَعُونَةَ وَالتَّسْدِيدَ وَالثَّبَاتَ وَالتَّأْيِيدَ؛ فَهَذَا حَالُ الْكُمَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، سَلَكَ اللهُ بِنَا وَبِكُمْ سَبِيلَ مَرْضَاتِهِ، وَجَنَّبَنَا سُبُلَ سَخَطِهِ وَعِقَابِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ؛ المُوَحِّدِينَ وَالمُوَحِّدَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ وَحِفْظِ اللِّسَانِ، وَتَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ، اللَّهُمَّ احْفَظْ أَمِيرَ البِلَادِ وَوَلِـيَّ عَهْدِهِ، وَوَفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة